
التراث العربي القديم معروف بقيمته الكبيرة وقدرته على الكشف لكل ما تخفيه النفوس، و إعطاء كل سائل درس من دروس الحياة، فلابد أن نحافظ على تراثنا العربي حتى نتعلم من الأجيال السابقة كيف كانوا يسيطرون على النفس البشرية، ولهذا فسوف نقوم بتوضيح قصص من التراث العربي القديم.
أجمل قصص من التراث العربي القديم
كان الحكماء والعلماء في العصور القديمة يروا على الأجيال السابقة قصة قصيرة وهي التي كانت تعرف “بالحدوتة”، وكانت هذه القصة تحمل عبرة أو تحذير من الوقوع في الخطأ وتقديم نصيحة بشكل مهذب، وسوف نستعرض لكم الكثير من قصص من التراث العربي القديم، وهي كالتالي:
قصة الغدر يبدأ من الحية أم الإنسان
يحكى أنه كان هناك اخوين كانوا على طريق سفر، وقرروا أن يستريحان بجوار ينبع به ماء واستظل بظل شجرة، وهم جالسان خرجت لهم حية من حجر مخفي بجوار ينبع، وقامت بإلقاء دينار ذهب عليهم، ودخلت الحجر مرة أخرى، وكل يوم كانت تفعل هذا الفعل لمدة ثلاثة أيام.
فقال أحد الأخوين أنه لابد أنه يوجد كنز كبير فيهذا الحجر، فيجب علينا أن ننتظر حتى تخرج هذه الحية ومن ثم نقوم بقتلها، و نحفر حتى نصل لكنز الذهب.
ولكن حذره أخوه، وقال له الطمع فعل شنيع ولا يأتي من وراءه أي خير، و للحية فضل علينا، ولكنه لم يسمع نصيحته، وبالفعل أنتظر حتى خرجت الحية في اليوم التالي، وقام بضربها بالعصى على رأسها، ولكن الحية لفت حوله و قتلته، وسرعان ما دخلت جحرها، فقام أخوه بحمله وحفر له قبر ودفنه فيه.
و انتظرها أخوه حتى تخرج ويطلب منها المسامحة، وبالفعل بعد يومين خرجت وهي معصوبة الرأس، فأعتذر منها، وقال لها: أنني قمت بتحذيره، ولكنه فعل ما برأسه، وليس لي أي ذنب فما رأيك أن تخرجي كل يوم وتلقي علي الدينار الذهب.
فرفضت الحية، وقالت له: لن يبقى بيننا صفاء بعد الآن، فأنت بالفعل لن تنسى أخيك وقبره، وأنا لن أنسى غدر أخيك والجرح الذي في رأسي، لهذا أنصحك أن تترك المكان وتذهب، وبالفعل ذهب الرجل وأكمل طريق سفره، لأن الغدر لا ينسى مهما مر وقت عليه.
قصة من التراث العربي لجحا وبائع اللبن المغشوش
كان جحا في كل مرة يشتري لبن فيه يجده مغشوش ومزود بالماء، وأنه في يوم قرر جحا أن يذهب للسوق ويحسم أمر اللبن المغشوش، و يشتريه بدون أن يغشه البائع، وقرر أخذ معه زجاجتين فارغين، وذهب للبائع في السوق، وطلب موه أن يقوم بملئ الوعاء الأول باللبن، ولكنه وجد جحا أن البائع كان متطفل على الزجاجة الأخرى، ويريد أن يعلم لماذا يحمل زجاجتين، فقال له جحا لا تستغرب سأعطيها لك حتى تضع بها الماء الذي تزوده على اللبن حتى تغشه.
قصة الضيف والمسجد بدون عيش
كان هناك رجل مسافر واشتد عليه الجوع، فنزل في أقرب قرية على طريقه، وقام بالدخول للمسجد حتى يجده رجل كريم فيطعمه، ولكن بعد أن انتهت الصلاة ذهب المصلون مسرعين بخارج المسجد، فغضب الرجل شديدا واشتد عليه الجوع أكثر، وقام بأخذ قطعة من الجير وكتب على هذه القطعة: “لماذا يوجد جامع بلا عيش”، فقام رجل من أبناء القرية بالرد عليه، وقال له: ” أن المسجد بنى للصلاة وليس للطعام يا قليل الحياء”.
فغضب الرجل شديداً وكان الجوع يقطع بطنه، فكتب على الجير، وتحت رد الرحل الذي كان من أبناء القرية، وقال له: “أن الصلاة تجوز في أي مكان حتى الخلاء، و فيهدم الجامع على رأس كل فرد من أبناء القرية”. وذهب وترك هذه القرية.
وبهذا نجد أن لكل قصة من التراث العربي القديم تعطيك حكمة وموعظة ونصيحة، ولهذا فيجب أن نقوم بتداولها بين أبنائنا حتى يتعلموا من حكم الجيل السابق لنا، و يتعلموا الأصول والمبادئ والقيم ولا ينسوها مع التقدم والرفاهية التي نعيشها في الوقت الحالي.