
يتساءل الكثيرون حول من الذي علم الإنسان الدفن ومَن هو أول الذين دُفنوا في الأرض، حيث أن البعض يشغله فكرة الحياة والموت وما بعدهما، حيث أن دفننا هو من الطقوس الدينية الضرورية و التي يجب أن يتم القيام بها، وبالطبع نعرف فكرته من خلال حفر حفرة ووضع الموتى بها ولكن سنتعرف على تفاصيل هذا الأمر ونشأته من البداية من خلال هذا الموضوع.
من الذي علم الإنسان الدفن لأول مرة؟
كانت أول عملية قتل عُرفت في التاريخ بين البشر على وجه الخليقة هي التي حدثت بين هابيل وقابيل، حيث قتل قابيل أخيه من الغيرة، ولكن الذي علمنا فكرة الدفن كان الصقر، وهناك بالطبع مغزى من كل ذلك وحكمة من الله عز وجل وإليكم القصة:
- كانت أمنا حواء تلد في كل بطن لها ذكر وأنثى وهكذا، ويتم تزويج ذكر البطن الأولى لأنثى البطن الثانية ومن هنا جاءت فكرة التغريب وأنه لا يجوز تزويج الإخوة.
- رفض قابيل أن يتزوج من توأم هابيل وأراد أن يتزوج من توأمه هو، فأمرهما سيدنا آدم -عليه السلام- أن يُقدما قربانًا لله سبحانه وتعالى وإن قُبل سيتزوجها.
- وقبل الله القربان الذي قدّمه هابيل لأنه كان صالحًا وصادقًا ولم يقبله من قابيل لأنه لم يكن تقيًا، ولذلك غضب قابيل بشدة وهدد أخيه بالقتل وبالفعل قتله.
أهم المعلومات حول دفن قابيل لهابيل بعد قتله
بعد أن قتل قابيل أخيه هابيل ندم بشدة على ما فعل، وقام بضّمه إليه حتى أصبحت رائحته متغيرة مما أدى إلى انتظار السباع والطيور له حتى تنقض عليه وتلتهمه، ولذلك أرسل الله -سبحانه وتعالى- غرابين يتشاجران، حتى قتل أحدهما الآخر أمام عين قابيل، وحفر حفرة ليدفن القاتل الميت فيها، ومن هنا عرف قابيل كيف يواري أخيه ويدفنه.
السبب وراء اختيار الله الغراب ليعلم الإنسان كيفية الدفن
هناك الكثير من الدراسات التي اتبعت سلوك الغراب بشكل مُقرب أكثر وتفّهمت من خلاله المميزات التي اختصه الله عز وجل به عن الطيور الأخرى، فكان هذا السبب من اختيار الله له في تعليم الإنسان طريقة الدفن، ومن أبرز هذه المميزات كل مما يلي:
- يُعد الغراب من أكثر الطيور ذكاءً حيث أن نصف دماغه هو الأكبر حجمًا مقارنة بباقي جسمه.
- يعيش في المجتمعات كما يعيش البشر وهناك محاكم خاصة به مختصة بمعاقبة المخطئ منهم.
- هناك عقوبات محددة لأي جريمة يقوم بها أي غراب وهذا يشير إلى العدالة المنتشرة في مجتمعاتهم.
- إذا أكل الغراب الطعام الخاص بالفراخ الصغيرة، فيتم نتف ريشه حتى يُصبح كالكتكوت الغير قادر على الطيران.
- أما العقوبة الخاصة بهدم الأعشاش، فمن الواجب على الذي قام بهدمها أن يعيد بناء عش آخر بدلًا من الذي قام بهدمه.
الأهمية التي يُمثلها الدفن بالنسبة للمسلمين
لابد وأن هناك أهمية للدفن وإلا لما كان يُقال بأن إكرام الميت في دفنه، حيث أن هناك آية من القرآن الكريم التي تحثنا على ذلك “ثم أماته فأقبره” وهذا يشير إلى أنه لابد علينا كمسلمين القيام بذلك حيث:
- الذي يترك جثة ميت بدون دفنها فهذا من أبرز معاني هتك الحرمة والتسبب في أذى للميت.
- الدفن سنة من سنن البشر وذلك عرفناه منذ عهد سيدنا آدم عليه السلام.
- وفي دفننا لموتانا إكرامًا لهم حتى يحمي بقاياه من أن تأكله الحيوانات والطيور.
- فهو فرض كفاية أي بقيام أحد الأشخاص به تسقط فرضيته عن باقي الناس.
وانتهت معنا كل الإجابات حول سؤال من الذي علم الإنسان الدفن ومَن هو أول المدفونين في الأرض، وهو من الموضوعات التي يبحث عنها الكثيرون لكثرة التساؤلات حول ما إذا كان لابد من أن ندفن موتانا أم أنه لا ضرورة في ذلك، ونتمنى بأن ما طرحناه لكم كان مفيدًا وسنوافيكم بالمزيد في القادم بإذن الله.