نتحدث اليوم عن القصة الشهيرة ( تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ) وما هي الدروس المستفادة منها بخصوص تحمُّل المسؤولية، فنحن نسمع هذا المثل كثيرًا ولا نفهم قصته بشكل واضح ولكن المعنى منه مفهوم، وسنوضح ذلك بشكل أكثر توضيحًا عبر موقع (بوابة الحقيقة) الإلكتروني في السطور القادمة.
حول قصة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
كانت هذه القصة الخاصة بفتح بني قريظة وذلك بعد غزوة الأحزاب مباشرة، بعد أن أعلن رسول الإسلامي مُحمد (صل الله عليه وسلم) نيّته بغزو بني قريظة وأخبر المسلمين بأنه لن يصلوا العصر إلا هناك، وقام جزء منهم بصلاة العصر فذهب البعض ولم يذهب البعض الآخر بعد أن انتظرهم النبي.
وبعد ذلك حدث اختلاف بين الفريقين، فهناك مَن كان يرى بأن الصلاة واجبة، والبعض الآخر كان رأيه بأنه لا مخالفة لأوامر رسول الله (صل الله عليه وسلم) وبعد ذلك انقسموا إلى نصفين ولكن خروجهم معًا كان لهدف معين، أما اختلافهم حدث مع مرور الوقت لأسباب جوهرية أدت إلى ذلك.
ما هي قصة وأصل مقولة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن؟
تُعتبر هذه العبارة أو المقولة هي أحد أبيات شعرية من أشعار الشاعر العربي أبي الطيب المتنبي، وكان من أشهر وأبرز شعراء العصر العباسي والتي دلّت على الظروف الحياتية وما نواجهه بشكل عام في الحياة يكون على الأغلب عكس ما يتمناه الإنسان ويرغب به.
والدليل في كلمة (لا تشتهي السفن) هي أنها كناية عن القبطان الخاص بالسفينة، فعندما تهب الرياح الشديدة وتواجه السفن، فذلك يكون في عكس الاتجاه الذي ترغب السفينة بالذهاب فيه، وكانت هذه المقولة أحد أشهر الأمثال التي توارثناها منذ آلاف السنين وحتى وقتنا الحالي.
درس يناقش تقبّل الأقدار وتحمّل المسؤولية
- من أركان الإيمان التي يجب على المسلم أن يؤمن بها هي أن يؤمن الأقدار خيرها وشرها.
- فإن الله لا يأتينا إلا بالخير حتى وإن بدى لنا في لحظة ما أنه شرًا فهو ليس كذلك.
- وعلينا أن نرضى ونُسلم لأقداره فأن يختار الله لنا خير من أن نختار لأنفسنا.
- ويجب أن نتحمّل المسؤولية التي تُفرض علينا نتيجة لظروف الحياة أو ندخل بها طواعية.
- والمقصود من تحمُل المسؤولية هي الرضا بنتائجها سواء كانت جيدة أو غير مرضية لنا.
ما هي جوانب المسؤولية في الدين الإسلامي؟
هناك العديد من الجوانب للمسؤولية التي يجب أن يتحمّلها الإنسان ويكون ملتزمًا بها وتتمثل جوانبها في كل مما يلي:
- مسؤولية المُسلم تجاه ربه عز وجل من خلال امتثال أوامره واجتناب نواهيه.
- أما مسؤوليته تجاه رسول الله (صل الله عليه وسلم) تكون في الالتزام بسُنّته والاقتداء به.
- بينما مسؤولية المسلم تجاه القرآن الكريم من خلال تلاوته وعدم هجره يوم واحد وفهم معانيه.
- وتتجلى مسؤولية المرء تجاه الدين هي أن يدافع عنه ضد المضللين والكفّار.
- بالنسبة إلى مسؤوليته تجاه نفسه فتكون بتهذيبها وإبعادها عن أي فعل مشين أو غير صالح.
- هناك مسؤولية تجاه الوالدين وهي من خلال الإحسان إليهما وطاعتهما في أي شئ عدا معصية الله.
- مسؤوليتنا تجاه أبنائنا تكون بتوفير الاحتياجات الأساسية لهم وتربيتهم تربية صالحة ترضي الله.
أهمية المسؤولية في الدين الإسلامي
وللمسؤولية أهمية كبيرة جدًا في الدين الإسلامي وتمت مناقشة ذلك حيث:
- أوضح الله -عز وجل- ذلك في كتابه العزيز بأن هناك مسؤولية تقع على عاتق الفرد وهي أن يأمر غيره بالمعروف وينهى عن المنكر، وأهمية ذلك تتجلى في تأثيرها على الفرد والمجتمع.
- كما أن رسولنا الكريم مُحمد (صل الله عليه وسلم) ذكر أهمية ذلك بأن العبد سيُسأل عن ذلك يوم القيامة وقت الحساب.
وكان هذا كل ما لدينا اليوم أعزائي المتابعين بخصوص قصة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وعلاقتها بتحمُل المسؤولية والإيمان بالقدر خيره وشره وضرورة الرضا في أي حال يضعنا الله به.
